للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحينئذٍ، فالمذنبُ التائبُ الذي يبوء بنعمته، ويبوء بذنبه، يحمدُه حمدًا مطلقًا على كلِّ موجودٍ من ذنوبه وغيرها.

وأيضًا، فمن شَهِد ابتلاءه بالذنب، فحَمِد الله على خلقه، مسلِّمًا لحكمته، مع اعترافه بظلم نفسه، واحتياجه لرحمة ربه عزَّ وجلَّ ... (١).

فصل

وأما الطاعات، فهو محمودٌ عليها حَمْدَ مدحٍ وحَمْدَ شكرٍ، وهو ظاهرٌ مستقيمٌ على مذهب أهل السُّنَّة الذين يقولون: إن الله خلقه مسلمًا مصلِّيًا، وهو الذي حبَّب إليه الإيمان وزيَّنه في قلبه، وكرَّه إليه الكفر والفسوق والعصيان.

وأهل السُّنَّة يقولون: الحمد لله كلُّه.

ويقولون: اللام في "الحمد" لاستغراق الجنس (٢)؛ فإن الحمد كلَّه لله، وكلُّ محمودٍ غيره فالحمدُ لله على حمده وعلى ما حُمِد به (٣).

وأيضًا، فالحمد لله من وجهين:

* من وجهٍ أنه المحمود.


(١) كتب الناسخ في الطرة: موضع بياض في الأصل. وانظر لهذا المعنى: "منهاج السنة" (٢/ ٤٣٠ - ٤٣٤، ٦/ ٢٠٩ - ٢١٠)، و"الفتاوى" (٨/ ٢١٥، ١٤/ ٣١٨).
(٢) الأصل: "للاستغراق الجنس". ولعل الصواب: "للاستغراق، لا للجنس". انظر: "جامع المسائل" (٣/ ٢٨٣ - ٢٨٥)، و"مجموع الفتاوى" (١/ ٨٩).
(٣) انظر: "طريق الهجرتين" (٢٤٤).