للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عباس أثبتُ من عبد الله بن علي بن [يزيد بن] (١) ركانة عن أبيه عن جدّه. وقد قال أحمد: حديث ركانة ليس بشيء (٢). وابن إسحاق يُدخِله أبو حاتم وابن خزيمة وابن حزم في الصحيح.

والبيهقي اعتقد أن القضية واحدة، كما اعتقدها أبو داود، ولكن ما رووه يخالف ذلك، فإما أن يكون الغلط فيما رووه، أو الغلط منهم في فهم ما رووه، ولا ريبَ أنهم صادقون فيما رووه رضي الله عنهم.

وهذا الحديث عَمِلَ به رُواتُه، فكان ابن إسحاق يعمل به، ويقول: إن الثلاث بكلمة واحدةٍ واحدةٌ (٣). وكذلك عكرمة راويهِ عن ابن عباس. ورُوِي ذلك عن ابن عباس أيضًا، كما قال أبو داود في سننه (٤): وروى حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس إذا قال: أنتِ طالقٌ ثلاثًا بفمٍ واحدٍ فهي واحدة. قال: وروى إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن عكرمة هذا قوله، لم يذكر ابن عباس، وجعلَه قولَ عكرمة.

وذكر أبو داود (٥) عن ابن عباس من ستة أوجهٍ أنه أوقع الثلاث بمن أوقعَها بكلمة واحدةٍ، من رواية مجاهد وسعيد بن جبير ومالك ابن الحويرث وعطاء وعمرو بن دينار ومحمد بن إياس بن البكير.


(١) زيادة على الأصل لتصحيح الاسم.
(٢) ذكر الخطابي في "معالم السنن" (٣/ ١٢٢) وعنه المنذري في "مختصر السنن" (٣/ ١٢٢، ١٣٤) أن الإمام أحمد كان يضعف طرق هذا الحديث كلها.
(٣) حكاه عنه الإمام أحمد في رواية الأثرم كما في "إغاثة اللهفان" (١/ ٣٢٤)؛ والجصاص في "أحكام القرآن" (١/ ٣٨٨). وانظر "مجموع الفتاوى" (٣٣/ ٨).
(٤) ٢/ ٢٦٠.
(٥) في الموضع المذكور قبل قول عكرمة.