للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جحدوه كفروا (١).

وهذا من جهة العلم بعاقبة أفعال العباد يناقض خلقهم وأمرهم إذا قيل بالمخلوق.

وقد زعم طائفة: أنه من جهة أنّ العلم يوجب امتناع وقوعٍ بخلاف المعلوم، وامتناع قدرة العبد على خلاف ذلك، كما يذكره الرّازي، وليس كذلك، فإنّ العلم بما يفعله المختار لا يناقض كونه محتاطًا (٢)، فإنّه يعلم أنه يفعل باختياره.

وأما العلم بالعاقبة فيناقض أنه أراد خلاف ما عُلِم من العاقبة (٣) أنه لا يكون. فالعلم يناقض أن يُراد بالخلق ما عُلِم أنه لا يكون، لا يناقض القدرة.

وعلى القول الأول ــ قول السلف والأئمة والجمهور ــ فإذا خَلَق ما خلق لحكمةٍ يحبّها ويرضاها، وخلقَ ما خلقه من الشرّ فلِما (٤) له في ذلك من الحكمة= لم يمتنع أن يكون فيما خلقه ضررٌ ما (٥) على بعض


(١) انظر "مجموع الفتاوى": (٣٢/ ٣٤٩). وعزاه في "شرح الطحاوية" (ص ٢٧١) للإمام الشافعي.
(٢) الأصل: "محتاط". ولعلها: "مختارًا".
(٣) العبارة في الأصل: "خلاف من العاقبة ما علم أنه ... ". ولعلها ما أثبت.
(٤) كذا، ولعل الأصح: "لما".
(٥) الأصل:"ما ضرر".