للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وفيهم من كان مارقًا من الدين، خارجًا عن شريعة سيد المرسلين.

- وفيهم من كان كافرًا بالكلِّية، وإن كان له عبادةٌ وزهدٌ فعبادته كعبادة النصارى والمشركين.

[فصل]

* وأما نبات الشعر على أجسادهم، فهذا كذبٌ ومحال (١).

وليس لأولياء الله وعباده الصالحين زيٌّ مخصوصٌ يتميَّزون به على غيرهم في الظاهر، لا حلقُ رأس، ولا لبسُ صوفٍ أو شَعر، ولا اعتزالٌ في المنزل دائمًا، ولا تركُ مخالطة الناس دائمًا، ولا غير ذلك من الأمور التي هي غير مستحبَّةٍ في الشريعة (٢).

بل ولا من خصائصهم أو لوازمهم لزومُ شيءٍ معيَّن مستحبٍّ في الشريعة، ولا الزهدُ في فضول المباح، ولا صوم الاثنين والخميس، ولا صلاة الضحى، ولا التسوُّك، ولا غير ذلك (٣).

بل أولياء الله هم الذين آمنوا وكانوا يتقون، من جميع أصناف الناس، وتقوى كلِّ شخصٍ بحسب ما أمره الله تعالى به ونهاه.

فولاة الأمور تقواهم في العدل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،


(١) انظر: "مجموع الفتاوى" (٢٧/ ٥٨).
(٢) انظر: "الاستقامة" (١/ ٢٦٠)، و"مجموع الفتاوى" (١١/ ٥٥٥).
(٣) أي أن هذه الأمور وإن كانت مستحبة في الشريعة فليست شرطًا لولاية الله، فمن أولياء الله من لا يحافظ عليها. انظر: "مجموع الفتاوى" (١٠/ ٤٦٠، ١١/ ١٧٩).