للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (١) [إبراهيم: ٤] , وقوله: {إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: ٦٣] , وقوله: {فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ} [النمل: ٤٠] , وقوله تعالى: {هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [لقمان: ٢٦].

والعزَّة خصوصٌ في القدرة، كما أن الحكمة خصوصٌ في الإرادة ... (٢) وهو متضمنٌ للعلم.

ولا يكون حكيمًا إلا من أراد ما ينبغي أن يُرَاد، لا من كان يستوي عنده إرادةُ كلِّ شيء، ولا يكون حكيمًا إلا من أمر بما ينبغي أن يُؤمر به، ونهى عما ينبغي أن يُنهى عنه، لا من كان يستوي عنده الأمرُ بكلِّ شيء، والنهيُ عن كلِّ شيء. كما لا يوصفُ بأنه حكيمٌ إلا من كان صادقًا في خبره، لا من يستوي عنده الإخبارُ بالصدق والكذب.

والعزيزُ من العِزَّة، والعربُ تقول: "عَزَّ يَعَزُّ" ــ بالفتح ــ إذا صَلُبَ، و"عَزَّ يَعِزُّ" ــ بالكسر ــ إذا امتنع من غيره، و"عَزَّ يَعُزُّ" ــ بالضم ــ إذا غَلَبَ غيرَه، كقوله: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} [ص: ٢٣]؛ فأقوى الحركات لأقوى المعاني، وهو الضمُّ. وأوسطُها لأوسطها، وهو الكسر. وأخفُّها لأخفِّها، وهو الفتح (٣).


(١) الأصل: "وهو العزيز الحميد"، وهو سبق قلم أو تحريف.
(٢) كلمة مشتبهة في الأصل، رسمت هكذا. ولا وجه لذكر الكلام هنا.
(٣) انظر: "منهاج السنة" (٣/ ٣٢٥)، و"الفتاوى" (١٤/ ١٨٠، ١٦/ ٥٣٨، ٢٠/ ٤٢١). وبسط هذا البحث ابن القيم ونسبه لشيخ الإسلام في "جلاء الأفهام" (١٤٧). وانظر: "طريق الهجرتين" (٢٣١)، و"مدارج السالكين" (٣/ ٢٤١).