للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتناولُ ولدَه، كما فسَّر ذلك من فسَّره من السَّلف (١)، وكما قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إن أطيبَ ما أكل الرجلُ مِن كَسْبه، وإن ولدَه مِن كَسْبه" (٢).

وبهذه الآية استدلَّ طائفةٌ من أصحابنا ــ كأبي حفصٍ (٣) وغيره ــ على أن ولد الرجل مِن كَسْبه، فيجوزُ له الأكلُ منه (٤).

ثم أخبر أنه {سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ}؛ فأخبر بخسارته وبعذابه، بزوال الخير وبحصول الشر.

والصِّلِيُّ: الدخول والاحتراق جميعًا، فصَالِي النار: الداخِلُ المحترقُ فيها.


(١) أخرجه عبد الرزاق (٩/ ١٣٠) عن عائشة ومجاهد وعطاء، والحاكم (٢/ ٥٣٩) عن ابن عباس.
(٢) أخرجه أحمد (٢٤١٤٨) , والنسائي (٤٥٥١) , وغيرهما من حديث عائشة - رضي الله عنها - , وصححه الترمذي (١٣٥٨) , وابن حبان (٤٢٦٠).
وفي إسناده اختلاف. انظر: "العلل" للدارقطني (١٤/ ٢٥٠).
وأعله الإمام أحمد بالاضطراب، كما في منتخب "العلل للخلال" (٣٠٨).
والأشبه أنه اختلافٌ غير قادح, وإليه ذهب أبو حاتم وأبو زرعة، كما في "العلل" لابن أبي حاتم (٤/ ٢٤٦).
وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما -.
(٣) عمر بن إبراهيم بن عبد الله، أبو حفص العكبري, شيخ الحنابلة, توفي سنة ٣٨٧. انظر: "طبقات الحنابلة" (٣/ ٢٩١) , و"تاريخ الإسلام" (٨/ ٦١٨).
(٤) لم أقف عليه. وانظر: "المغني" (٨/ ٢٦٣).