للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الشيخ الإمام أبو العباس أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى:

فصل في تفسير سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}

هذه السورة أنزلها الله تعالى في هذا الرجل وامرأته، وهما مِن أشرف بطنين في قريش: بني هاشم، وبني عبد مناف (١).

فهو أبو لهب (٢) عبد العُزَّى بن عبد المطلب، عمُّ النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقد قيل: إن الله ذكره بكنيته دون اسمه لأن اسمَه فيه تعبيدٌ للصَّنم، ولأن في كنيته تنبيهًا على حاله في الآخرة، كما يقال: "لكلِّ أحدٍ من اسمه نصيبٌ" (٣).

وأما امرأته فأمُّ جميلٍ بنتُ حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف.

وهذا عمُّ علي، وهذه عمَّة معاوية، وهذان البطنان هما اللذان تداولا الخلافة في الأمة: بنو هاشم، وبنو أمية، وتجمعُهما: المَنافِيَّة (٤)؛ فإن عبد شمسٍ أخو هاشم، وكان عثمان بن عفان من بني أمية، وكان عليٌّ من


(١) كذا في الأصل. ولعله سبق قلم، أراد: وبني عبد شمس.
(٢) في طرة الأصل: "حاشية: ذكر عبد الغني بن عبد الواحد أن أباه كنَّاه أبا لهب لحُسْن وجهه". انظر: "مختصر سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -" للحافظ عبد الغني (٩٨).
(٣) انظر: "نفح الطيب" (٦/ ٤٨٠) , و"المدخل" لابن الحاج (٢/ ٢٧). وللمناسبة بين الأسماء ومسمياتها: "مجموع الفتاوى" (٢٠/ ٤١٨)، و"زاد المعاد" (٢/ ٢٣٦)، و"مفتاح دار السعادة" (٦٨١, ١٥٦١) , و"تحفة المودود" (٦٧, ٢١١).
(٤) أي كونهم من بني عبد مناف. انظر: "منهاج السنة" (٦/ ١٧٠).