للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولهذا كان عبد الله بن عمر يأتي بيت المقدس، فيدخل فيصلي ركعتين، ثم يخرج ولا يشرب فيه؛ كأنه يطلب دعوة سليمان. وكان لا يأتي الصَّخرة ولا يزورها (١).

وكذلك غيره من سَلَفَ من الأمة؛ كعمر بن عبد العزيز والأوزاعي وسفيان وأمثالهم، لم يكونوا يأتون شيئًا من تلك المواضع (٢) التي تُزار في المسجد لا الصخرة ولا غيرها.

ولما فتح عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيت المقدس قال لكعب: أين ترى أن أبني مصلى للمسلمين أمام الصخرة أو خلفها؟ قال: خلفها. فقال: يا ابن اليهود خالطتك يهودية، بل أبنيه أمامها، إن لنا صدور المساجد (٣).

ولم يكن على عهد عمر وعثمان وعلي ومعاوية ويزيد ومروان على الصخرة هذه [القبة] (٤)؛ لكن بنى تلك القبة عبدُ الملك بن مروان لمَّا كان بينه وبين ابن الزبير ما كان، وكانوا إذا حجّوا بايعوا ابنَ الزبير،


(١) ذكره المصنف في "مجموع الفتاوى": (٢٧/ ٦، ٢٥٨)، والعليمي في "الأنس الجليل": (١/ ١٢١).
(٢) الأصل: "ذلك الموضع".
(٣) أخرجه أحمد (٢٦١)، وأبو عبيد في "الأموال" (٣٨٤)، والضياء في "المختارة" (٢٤١)، وابن عساكر في "تاريخه": (٢/ ١٧١).
(٤) الأصل: "الصخرة".