للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ} إلى قوله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: ١٦٣ - ١٦٤] , ففرَّق بين إيحائه إلى سائر الأنبياء وتكليمه لموسى (١).

وكذلك قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} [الشورى: ٥١] , فجعل تكليمَه للبشر ثلاثة أصناف (٢):

أحدها: الإيحاء إليهم.

والثاني: التكليم من وراء حجاب، كما كلَّم موسى.

والثالث: أن يرسل رسولًا، فيوحيَ بإذنه ما يشاء.

فإن كان جبريلُ لم يأخذ القرآن عن الله إلا وحيًا كان إيحاءُ الله بلا واسطة جبريلَ أعظم، فتكون إلهاماتُ عمر بن الخطاب أفضل من القرآن وأعلى بدرجتين؛ لأن القرآن أخذه محمدٌ عن جبريل، وجبريلُ عن إلهام الله، وعمرُ [أخذ] الإلهام عن الله!

وقال بعضهم: إن جبريل أخذ القرآن عن اللوح المحفوظ.


(١) انظر: "الصفدية" (١/ ٢٠٤)، و"التسعينية" (٩٦٩)، و"درء التعارض" (١٠/ ٢٠٠، ٢١٣)، و"بغية المرتاد" (٣٨٥)، و"بيان تلبيس الجهمية" (٨/ ١٢٩)، و"مجموع الفتاوى" (٦/ ٤٧٧، ٥٣٢، ١٢/ ١٢٨، ١٣٧، ٣٩٦، ٤٠٢، ٥٣٢، ٥٤٢، ٥٥٨، ٥٨٨، ١٥/ ٢٢٤).
(٢) انظر: "بيان تلبيس الجهمية" (٧/ ٢٦٥)، و"مجموع الفتاوى" (٢/ ٢٢٨، ٦/ ٤٧٧، ١٢/ ٢٧٩، ٣٠٠، ٣٩٧)، و"جامع المسائل" (٥/ ٢٨٤).