للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: "اللهم بارك لنا في شامنا، اللهم بارك لنا في يمننا" (١). وفي القرآن أربع آيات تدل على حصولِ البركة في الشام (٢). ومثل قوله لعبد الله بن حوالةَ لما قال: "إنكم ستُجَندونَ أجنادًا مُجندةً جندًا بالشام وجندًا باليمن وجندًا بالعراق"، فقال عبد الله بن حوالة: يا رسول الله! اخترْ ليْ، فقال: "عليك بالشام، فإنها خِيرَة الله من أرضه، يَجتبي إليها خِيرَتَه من عبادِه، فمن أبي فليَلْحَقْ بيمنِه، وليسق من غدُرِه، فإن الله قد تكفلَ لي بالشام وأهلِه". رواه أبو داود وغيره (٣).

وفي "صحيح مسلم" وغيره عنه أنه قال:"لا يزال أهل الغرب ظاهرين لا يضرهم من خالفهم حتى تقوم الساعة" (٤). قال الإمام أحمد: أهل الغرب هم أهل الشام./وهذا الذي قاله

ــ

= فضائل الشام" (ص ١١).

(١) أخرجه البخاري (١٠٣٧، ٧٠٩٤) من حديث ابن عمر. وأخرجه أيضًا أحمد (٢/ ٩٠، ١١٨) والترمذي (٣٩٥٣).

(٢) هي خمس آيات في سورة الأعراف: ١٣٧؛ وسورة الإسراء: ١؛ وسورة الأنبياء: ٧١، ٨١؛ وسورة سبأ: ١٨. وانظر "مجموع الفتاوى" (٢٧/ ٥٠٦).

(٣) أخرجه أبو داود (٢٤٨٣) وأحمد (٤/ ١١٠) من طريق أبي قتيلة عن ابن حوالة، وإسناده صحيح. وأخرجه أحمد (٥/ ٣٣) والحاكم في "المستدرك" (٤/ ٥١٠) من طريق مكحول عن ابن حوالة بنحوه، وقال الحاكم: صحيح الإسناد. وللحديث طرق أخرى في "تاريخ دمشق" (١/ ٥٦ - ٨١). وذكرها الألباني في "تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق" (ص ١٢ - ١٣) وتكلم عليها.

(٤) أخرجه مسلم (١٩٢٥) وأبو يعلى في "مسنده" (٧٨٣) وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ٩٥ - ٩٦) من حديث سعد بن أبي وقاص.