للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهذه بحوثٌ عقليةٌ معنويةٌ نافعة.

المقدمة الرابعة: أن أدوات الشَّرط وغيره من معاني الكلام قسمان:

منها: ما يسمِّيه النحويون: "أمَّ الباب"، وهو ما دلَّ على الشَّرط أو الاستفهام ونحوهما دلالةً مجرَّدةً من غير أن يدلَّ [على] شيءٍ آخر.

ومنها: ما يدلُّ على الاستفهام أو الشَّرط ومعنًى آخر.

فالأول في الشَّرط "إنْ"، فإنها تقتضي ربط الجزاء بالشَّرط، من غير أن تدلَّ على ثبوت الشَّرط وانتفائه، ولا على حالٍ من أحوال الشَّرط، من مكانٍ أو زمانٍ أو فاعلٍ أو غير ذلك. فإذا قلت: إن قام زيدٌ قام عمرو، لم (١) يدلَّ على أكثر من ارتباط هذا بهذا.

والثاني: سائر أدوات الشَّرط، فإن "متى" مثلًا تدلُّ على الاشتراط في الزمان، و"أينما" في المكان، و"مَن" في أعيان من يَعْلَم، و"ما" في ما لا يَعْلَم وفي صفات ما يَعْلَم (٢)، ونحو ذلك ممَّا (٣) هو معروفٌ عند العالِمين


(١) الأصل: "ولم". خطأ.
(٢) انظر: "مجموع الفتاوى" (١٦/ ٢٢٨، ٥٩٦).
(٣) الأصل: "فيما". والمثبت أقوم.