للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: "لا تَسُبُّوا أصحابي، فلو أنفقَ أحدُكم مثلَ أُحُدٍ ذهبًا ما بلغَ مُدَّ أحدِهم ولا نَصِيْفَه ". وثبت في الصحيح (١) أن غلامَ حاطبٍ قال: والله يا رسول الله، ليَدخلَنَّ حَاطبٌ النارَ، فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - له: "كذبتَ، إنه قد شهدَ بدرًا والحديبية". وهذا وقد كان حاطبٌ سَيِّئ المَلكَةِ، وقد كاتبَ المشركينَ باخبار رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في غزوةِ الفتح، ومع هذه الذنوب أخبر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه ممن يدخلُ الجنَّة ولا يدخلُ النار، فكيف بمن هو أفضَلُ منه بكثير؟ كعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف.

وأما الحسين فهو وأخوه سيِّدا شباب أهل الجنة (٢)، وهما رَيْحانةُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الدنيا، كما ثبت ذلكَ في الصحيح (٣). وثبتَ في الصحيح (٤) أنه أدارَ كساءَه على عليّ وفاطمة والحسن والحسين، وقال: "الَّلهمّ هؤلاء أهلُ بيتي، أَذهِبْ عنهم الرجسَ وطهِّرهم تطهيرًا". وإن كان الحسنُ الأكبر هو الأفضل، لكونه كان أعظمَ حلمًا وأرغبَ في الإصلاح بين المسلمين وحَقْنِ دماءِ المسلمين، كما ثبتَ في صحيح البخاري (٥) عن أبي بكرة قال: رأيتُ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على المنبر


(١) مسلم (٢١٩٥) من حديث جابر.
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ٣، ٦٢، ٦٤، ٨٤) والترمذي (٣٧٦٨) والنسائي (٥/ ٥٠) من حديث أبي سعيد الخدري. وصححه الترمذي. وفي الباب عن غيره من الصحابة.
(٣) البخاري (٣٧٥٣، ٥٩٩٤) عن ابن عمر.
(٤) مسلم (٢٤٢٤) عن عائشة.
(٥) برقم (٢٧٠٤).