للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أفضل، أيُّهما كان أتقى لله فهو أفضل.

ومن جمَع الجهاد باللسان، والدعوة، والسياسة، كما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفاؤه الراشدون، مع العلم والعمل به، فهو أفضلُ من هذا وهذا، ومن كان أشبَه بهم فهو أفضلُ من غيره، والله أعلم (١).

* ... * ... *

* مسألة: في رجل قال: إن العلم أفضل من القرآن.

الجواب: خيرُ الكلام كلامُ الله، وأفضلُ العلوم العلمُ الذي في القرآن، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن لله أهْلِينَ من الناس"، قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: "أهل القرآن، هم أهل الله وخاصَّتُه" (٢).

لكن العلمَ الذي يجبُ طلبُه على كل مسلمٍ هو ما يحتاجُ إليه في دينه، فيجب على الرجل أن يتعلَّم ما أمر الله به وما نهى عنه، وهذا العلمُ تعلُّمُه أوجبُ عليه من قراءة القرآن الذي لا يجبُ عليه، ويجبُ عليه أن يحفظ من


(١) انظر: "مجموع الفتاوى" (٢٨/ ٥٧٧)، و"منهاج السنة" (٨/ ٥٣٩)، و"مفتاح دار السعادة" (٢٢٠ - ٢٢٣).
ولشيخ الإسلام قاعدة مفردة في المفاضلة بين مداد العالم ودم الشهيد، ذكرها ابن رشيِّق في أسماء مؤلفاته (٣٠٨ - الجامع لسيرة شيخ الإسلام)، وابن عبد الهادي في "العقود الدرية" (٨٠).
(٢) أخرجه أحمد (١٢٢٩٢)، وابن ماجه (٢١٥) وغيرهما من حديث أنس - رضي الله عنه - بسند حسن، وصححه المنذري في "الترغيب والترهيب" (٢/ ٢٣١)، والبوصيري في "مصباح الزجاجة" (١/ ٢٩).