للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا القول أقوى إن شاء الله، فإن الخطبة هي مخاطبة الخطيب للمخطوبين، ومقام المخاطبة للخلق لا يجب فيه الدعاء، وإنما يجب الدعاء في مقام مخاطبة الخالق ومناجاته، ولهذا شُرِعت الصلاةُ عليه في الصلاة دون الأذان. نعم إذا دعا الخطيب في خطبته فينبغي له أن يَقرِن دعاءه بالصلاة عليه، كما قيل بمثل ذلك في الجنازة، فتكون الصلاة عليه واجبةً مع الدعاء لا دونَه.

ولم يحضرني الساعةَ أثرٌ فيه اقترانُ الحمدِ بالصلاة عليه فقط إلّا في كتب المراسلات التي هي مأثورة عن الإمام أحمد وغيره، ففيها: "من فلانٍ إلى فلان، فإنا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وهو للحمد أهلٌ وهو على كل شيء قدير، ونسألهُ أن يُصلِّي على محمد عبدِه ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليمًا" (١).

... (٢) ففي هذه الرسائل ذكر الحمد لله والصلاة على رسول الله ...... وشهادة [أن لا إله إلا الله وأن] محمدًا عبده ورسوله، .... للشهادة بالرسالة، ويوافقه الحديث المرفوع في السنن (٣): "ما اجتمع قومٌ مجلسًا ثمَّ تفرَّقوا عنه، ولم يذكروا الله فيه، ولم يُصلُّوا على نبيِّهم،


(١) انظر في موضوع كتابة الصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - في أوائل الكتب: "صبح الأعشى" (٦/ ٢٢٧).
(٢) مواضع النقط كلمات مطموسة.
(٣) أخرجه الترمذي (٣٣٨٠) وأحمد (٢/ ٤٨٤) عن أبي هريرة. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.