للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا الحديث فيه فوائد:

* منها: أن أسماء الله تعالى أكثر من تسعة وتسعين اسمًا؛ فإن قوله في الحديث الصَّحيح: "إن لله تسعةً وتسعين اسمًا، مئةً إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة" (١)، إنما أراد المُحْصَى (٢)؛ لقوله: "من أحصاها"، كما يقال: عندي مئة غلامٍ أعددتهم للجهاد. وهذا قول الأكثرين، كالخطابي وغيره (٣). وقد قيل: إنه ليس لله إلا تسعةٌ وتسعون اسمًا. وهو قول ابن حزم (٤).

* ومنها: أن في الحديث تنبيهًا على أصلي الصفات والقدر، والتوحيد والعدل.

فإن قوله: "بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّيت به نفسك" دليلٌ على أنه سبحانه يسمِّي نفسه بأسماء ليست مخلوقةً من صنع الآدميين.


(١) أخرجه البخاري (٢٧٣٦)، ومسلم (٢٦٧٧) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) أي: المحصى من الأسماء. والعبارة في الأصل: "اما المحصى"، ولعل المثبت أشبه.
وعبَّر عنها ابن القيم في "شفاء العليل" (٧٥٨) ــ وقد اعتمد - رحمه الله - على هذا الفصل ولخصه ونقل كثيرًا من ألفاظه ــ فقال: "فقوله: إن لله تسعة وتسعين اسمًا من أحصاها دخل الجنة، لا ينفي أن يكون له غيرها، والكلام جملة واحدة، أي له أسماء موصوفة بهذه الصفة". وانظر تقرير المعنى وبسطه في "درء التعارض" (٣/ ٣٣٢)، و"الجواب الصحيح" (٣/ ٢٢٣)، و"مجموع الفتاوى" (٦/ ٣٨١، ٢٢/ ٤٨٦).
(٣) انظر: "شأن الدعاء" للخطابي (٢٤)، و"الأسنى" للقرطبي (١٠)، وشرح البخاري لابن بطال (١٠/ ١٤١)، وشرح مسلم للنووي (١٧/ ٥)، و"فتح الباري" (١١/ ٢٢٠).
(٤) انظر: "المحلى" (١/ ٥٠)، و"الفصل" (٢/ ١٢٦)، و"الدرة" (٢٤٢).