للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس ابن تيمية - رضي الله عنه -:

فصل

الدُّعاء الذي رواه الإمام أحمد - رضي الله عنه - وغيره، ورواه ابنُ حبان في صحيحه، عن ابن مسعودٍ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما أصاب عبدًا قطُّ همٌّ ولا حزنٌ فقال: اللهم إني عبدُك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمُك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألك بكلِّ اسمٍ هو لك، سمَّيتَ به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علَّمته أحدًا من خلقك، أو استأثرتَ به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجِلاءَ حزني، وذَهَابَ همِّي وغمِّي= إلا أذهبَ الله همَّه وغمَّه، وأبدله مكانه فرحًا"، قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلَّمه؟ قال: "بلى، ينبغي لمن سمعه أن يتعلَّمه" (١).


(١) أخرجه أحمد (٣٧١٢)، وصححه ابن حبان (٩٧٢) من حديث أبي سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن جده، وحسنه ابن حجر في "نتائج الأفكار" (٤/ ١٠٠)، وصححه ابن القيم في مواضع من كتبه. انظر: تعليقي على "الوابل الصيب" (٢٩٨).

والراجح ثبوت سماع عبد الرحمن من أبيه، وأبو سلمة قال غير واحدٍ من الحفاظ المتأخرين: "لا يدرى من هو". انظر: "الميزان" (٤/ ٥٣٣)، و"اللسان" (٩/ ٨٤)، و"تعجيل المنفعة" (٢/ ٤٧١). وفاتهم قول شيخ الصنعة يحيى بن معين في "التاريخ" (٣/ ٤٤٢ - رواية الدوري): "أراه موسى الجهني"، وهو ثقة، واستقربه الشيخ أحمد شاكر في شرح "المسند" (٥/ ٢٦٧) بفطنته، وقرينة تعيينه في "السلسلة الصحيحة" (١٩٩)، وهذا أشبه بالصواب مما في التعليق على "مسند أحمد" (٦/ ٢٤٨ - طبعة الرسالة)، و"موارد الظمآن" (٧/ ٤٠٦).
وتوبع من وجهٍ مضطرب لا يصح. انظر: "علل الدارقطني" (٥/ ٢٠١).
وله شاهدٌ بإسنادٍ ضعيف من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - عند ابن السني في "عمل اليوم والليلة" (٣٤٠).