للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرَّحِيمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ بِسْمِ

الحمد لله، نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له.

ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.

أما بعد، فإنا قد كتبنا في مواضع قبل هذه (١) في تحقيق التوحيد الذي أرسل الله به رسلَه، وأنزل به كتبَه، والتمييز بينه وبين ما سمَّاه كثير من الناس توحيدًا، كما تُسمِّي الجهميةُ الفلاسفةُ، والمعتزلةُ، ومَن وافقهم نَفْيَ الصفات: توحيدًا، ويجعلون من أثبتَها ليس بموحِّد.

ويجعل غاليةُ هؤلاء القائلين بأن الوجود واحدٌ ــ كابن عربي وابن سبعين ــ التوحيدَ عبارة عن هذا الاتحاد الذي هو جامع للإلحاد (٢)، ويُسمُّون نفوسهم أهلَ التحقيق والتوحيد.

وذكرنا [توحيد الربو] بيَّة (٣) الذي أقرّ به المشركون الذين يقرّون بأن الله [خالق كل شيء وربّه ومليكه ... ] (٤) لذة بلا تمييز، وهذا قلبه يلتذّ بما


(١) انظر "مجموع الفتاوى": (١١/ ٥٠ - ٥٣)، (١٤/ ٣٦٩ - ٣٨١).
(٢) كتبت في الأصل هكذا "للا ... الحاد" ثم ضرب على الألف من "الحاد" وكتب في الفراغ بينهما "صح".
(٣) بياض بالأصل بمقدار كلمتين. وبدا آخر الكلمة الثانية، واستدللنا بها على الباقي.
(٤) بياض بالأصل نحو سطر، وكتب الناسخ على الطرة: "بياض بالأصل، وجدته مرقوع". فأكملت بما يمكن إكماله. وانظر للبحث من كلام المصنف "الردّ على البكري": (١/ ٣٥٠ - ٣٥٥).