للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَعَلَه (١) عُلِمَ وجودُ المشيْئة، وإن [لم] (٢) يفعلْه عُلِمَ انتفاؤُها.

وكذلك كل حكمٍ له سببٌ واحدٌ، كالقتل العمد العدوان المحض (٣)، فإنه مستلزم لثبوت القَوَد، وثبوتُ القود مستلزمٌ له.

وكذلك القصر والسفر، فإن القصر ليس له سببٌ إلاّ السفر، فحيث كان سفرٌ كان قصرٌ، وحيث كان قصر (٤) كان سفرٌ، إما سفر مقدَّرٌ عند من يقول به، وإما مطلقُ السفر عند من لا يَخُص القصرَ بسفرٍ مقدر.

فنفْيُ الحكم الشرعي تارة يكون بالاستصحاب، وتارة بدليلٍ شرعي يدكُ على نفسه، وتارةً بانتفاء دليلِه وسببِه اللازمِ له، فإنه إذا انتفى اللازمُ انتفى ملزومُه.

والمقصود هنا أن نُفاةَ القياس لفا سَدُوا بابَ التعليل ونَفَوا (٥) التمثيل، وقَصَروا في معرفة النصوص وفهمها، ظهر من خَطَئِهم في الأحكام ما شَنَّعَ به عليهم الناسُ، وإلاّ فلو أَعْطَوا النصوصَ حقَّها من المعرفة والفهم لدلتْ على جميع الأحكام، واستغنَوا بذلك عن القياس، وإن كان القياس أيضًا دليلاً صحيحًا يوافقُ دلالةَ الظاهر.


(١) ع: "فعل ذلك".
(٢) ساقطة من س، ولابد فيها. وفي ع: "عدل" مكان "لم يفعله"، وهما بمعنى واحد.
(٣) "المحض" لا توجد في ع.
(٤) "وحديث كان قصر" ساقطة من س.
(٥) ساقطة من ع. وفي س: "قصروا" تحريف.