للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأربعة وعشرون ألفَ نبي (١)، وأصحاب رسولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الذين صحبوه أفضلُ الخلق، وما بلغوا هذا العدد، بل مكث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى حين الفتح أكثر من عشرين سنة، وما آمن معه إلاّ بضعة عشر ألفًا.

ومعلوم أن هؤلاء الأولياء لا يكونون بعد مبعثه في غير أمته، فإذا كانت أمتُه في سنين كثيرة لا تَبلُغ هذا العدد عُلِم قطعًا بطلانُ ذلك.

وأيضًا فقد صحَّ عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه رأى الأنبياء، النبي يجيء وحده، والنبي يجيء معه الرجل، والنبي يجيء معه الرجلان (٢).

فإذا كان النبي قد لا يَتَبعُه أحدٌ، أو لا يتبعه إلاّ رجلٌ واحد، فكيف يجب أن يكون له في كَل عصرٍ اثنان على قَدَمِه من أمةِ غيره؟


(١) كما في الحديث الذي أخرجه ابن حبان في "صحيحه" (٣٦١) من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني قال حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر. قال الهيثمي في "موارد الظمآن" (٩٤): فيه إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني، قال أبو حاتم وغيره: كذاب.
وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ١٦٦ - ١٦٨) والطبراني قسماً منه في "المعجم الكبير" (١٦٥١) من طريق إبراهيم بن هشام به. وأخرجه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ١٦٧) والبيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ٩) من طريق آخر عن أبي ذر، وفيه يحيى بن سعيد السعيدي، قال العقيلي: لا يتابَع على حديثه، وقال ابن عدي: يعرف بهذا الحديث، وهو منكر من هذا الطريق.
وأخرج بعضه أحمد في "مسنده" (٥/ ٢٦٥) من حديث أبي أمامة، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ١٥٩): مداره على علي بن زيد، وهو ضعيف.
(٢) أخرجه البخاري (٥٧٠٥، ٥٧٥٢، ٦٥٤١) ومسلم (٢٢٠) من حديث ابن عباس.