للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نفسَه بالغزو مات على شُعْبة مِن نفاق".

وذلك أن الجهاد فرضٌ على الكفاية، فيُخاطَب به جميع المؤمنين عمومًا، ثم إذا قام به بعضهم سقط عن الباقين. ولابد لكل مؤمن من أن يعتقد أنه مأمورٌ به، وأن يعتقد وجوبه وأن يعزم عليه إذا احْتِيجَ إليه، وهذا يتضمن تحديث نفسه بفعله. فمن مات ولم يغز أو لم يُحدِّث نفسه بالغزو نَقَصَ من إيمانه الواجب عليه بقَدْرِ ذلك؛ فمات على شُعبة نفاق.

فإن قيل: فإذا كان الجهاد أفضل من الحجّ بالكتاب والسنة فما معنى الحديث الذي رَوَتْه عائشة أم المؤمنين قالت: يا رسول الله!

أرى الجهادَ أفضلَ العملِ أفلا نُجاهِدُ؟ قال: "لَكُنَّ أفضلُ الجهادِ: حَجّ مبرورُ" رواه البخاري (١)، ورواه النسائي (٢)، وفيه: ألا نخرج نُجاهِد مَعَك فإني لا أرى عملاً أفضل من الجهاد. قال: "لا، ولكن أَحْسَن الجهاد وأجمله حجُّ البيت حج مبرور".

قيل: أفضل الجهاد للنساء حجّ مبرور. فأخبرها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن أفضل الجهاد للنساء حج مبرور. وكذلك جاء مُبَيّنًا، رواه النسائي (٣) عن أبي هريرة، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "جهادُ الكبير والصغير والضعيف والمرأة: الحجّ والعمرة". وفي حديث آخر (٤): "الحجُّ جهادُ كل


(١) برقم (١٥٢٠).
(٢) ٥/ ١١٤، ١١٥.
(٣) ٥/ ١١٣.
(٤) أخرجه أحمد (٦/ ٢٩٤، ٣٠٣، ٣١٤) وابن ماجه (٢٩٠٢) عن أمّ سلمة. وهو ضعيف.