للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغيرُ مستنكَرٍ عدم تجويد (١) هذا السؤال؛ فإنه مَزَلَّة أقدامٍ ومَضَلَّة (٢) أفهام. وحُسْنُ المسألة نصفُ العلم إذا كان السائلُ قد تصوَّر المسؤول (٣)، وإنما يَطْلُبُ إثباتَ الشيء أو نفيَه، ولو حصل التصوُّرُ التامُّ لعَلِم أحد الطرفين.

* والمقام الثاني: في تحرير السؤال وجوابه.

وهو أن يقال: هل قدرةُ العبد المخلوقة مؤثرةٌ في وجود فعله؟ فإن كانت مؤثرةً لزم الشِّركُ، وإلا لزم الجبر.

والمقام مقامٌ معروف، وقف فيه خلقٌ من الفاحِصين، والباحثين، والبُصَراء، والمُكَاشَفِين، وعامَّتُهم فَهِمُوا صحيحًا، لكن قلَّ منهم من عبَّر فصيحًا.

فنقول: التأثير اسمٌ مشترك، قد يرادُ بالتأثير: الانفرادُ بالابتداع، والتوحيدُ بالاختراع.

فإن أريد بتأثير قدرة العبد هذا القَدْر (٤)، فحاشا لله، لم يَقُلْه سُنِّيٌّ، وإنما هو المعزوُّ إلى أهل الضلال.

وإن أريد بالتأثير نوعُ معاونةٍ، إما في صفةٍ من صفات الفعل، أو في وجهٍ من وجوهه، كما قاله كثيرٌ من متكلِّمي أهل الإثبات = فهو أيضًا باطل؛


(١) الأصل و (ف): "تجديد". والمثبت أشبه بالصواب.
(٢) الأصل: "أو مضلة".
(٣) المسؤول عنه. وفي (ف): "السؤال".
(٤) (ف): "هذه القدرة". تحريف.