للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإنه قتل الحسينَ تشفّيًا وأخذًا بثأر أقاربه من الكفار فهو أيضًا كاذبٌ مفترٍ، ومَن قال إنه تمثل لما أُتي برأس الحسين:

لمّا بدتْ تلك الحمولُ وأَشْرَفَتْ ... تلكَ الرؤوسُ على رُبى جَيْرونِ

نَعَقَ الغُرابُ فقلتُ نُحْ أو لا تَنُح ... فَلَقَدْ قضيْتُ مِنَ النَّبيّ دُيوني (١)

أو "من الحسين ديوني".

والديوان الشعري الذي يُعزى إليه عامته كذب، وأعداءُ الإسلام كاليهود وغيرهم يكتبونه للقدح في الإسلام، ويذكرون فيه ما هو كذب ظاهر، كقولهم إنه أنشد (٢):

ليْتَ أَشْياخي ببَدْرٍ شَهِدُوا ... جَزَعَ الخزْرجَ مِنْ وَقْعِ الأسَلْ

قَدْ قَتَلْنا الكَبْشَ مِنْ أَقْرَانِهم ... وَعَدلْناهُ بِبَدْرٍ فَاعْتَدَلْ

وأنه تمثل بهذا ليالي الحرّة فهذا كذب.

وهذا الشعر لعبد الله بن الزّبَعْرَى أنشده عام أُحُدٍ لما قتل المشركون حمزة، وكان كافرًا ثم أسلم بعد ذلك وحَسُن إسلامُه، وقال أبياتًا يذكر فيها إسلامه وتوبته.


(١) الشعر ليزيد في "تذكرة الخواص" لسبط ابن الجوزي (ص ٢٦١) والمصادر الشيعية، ولا شك أنه كذبٌ عليه.
(٢) ذكر ذلك محمد بن حميد الرازي وهو شيعي، ونقله عنه ابن الجوزي في "المنتظم" (٥/ ٣٤٣) وابن كثير في "البداية والنهاية" (١١/ ٥٥٨). والبيتان من قصيدة لعبد الله بن الزبعري في سيرة ابن هشام (٢/ ١٣٦ - ١٣٧).