للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"لا يدخل النار أحدٌ بايع تحت الشجرة" (١).

وفيهم من أهل الصُّفَّة، وغالبُهم لم يكونوا من أهل الصُّفَّة؛ إذ الفضلُ عند الله ورسوله بالإيمان والتقوى، لا بصنفٍ معيَّنٍ من الأصناف المباحة، ولا بزيٍّ مخصوص.

لكن غالب الخلق إنما يَسْلَمُون من فتنة الفسوق والعصيان إذا لم يُبْتَلوا بكثرة المال وعزَّة السُّلطان، كما يقال: "مِن العصمة أن لا تَقْدِر" (٢).

والسلامةُ من الذنوب في الذين لم يُبْتَلوا أكثر، مع أن الابتلاء بالمال والسُّلطان إن سَلِم صاحبُها فهو أفضل من هذا الوجه ممن ليس له مثله، وإن ابتُلِيَ ببعض الذنوب وله حسناتٌ لا يقدرُ عليها أولئك فالله تبارك وتعالى يزنُ حسناتهم وسيئاتهم، فإن فَضَل له من الحسنات ما يزيدُ على حسنات


(١) أخرجه مسلم (٢٤٩٦) من حديث جابر عن أم مبشر - رضي الله عنهما -. وبلفظ المصنف عند أحمد (١٤٧٧٨)، وأبي داود (٤٦٥٣)، والترمذي (٣٨٦٠)، والنسائي في "الكبرى" (١١٤٤٤) عن جابر - رضي الله عنه -، وقال الترمذي: "حديثٌ حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (٤٨٠٢).
(٢) عبارة مشهورة تروى عن المعتمر بن سليمان في "شعب الإيمان" (٩/ ٤٢٨).
وفي "مناقب الشافعي" (٢/ ٢٠٨)، و"تلبيس إبليس" (٣٠١) عن الشافعي أنه قال: "صحبتُ الصوفية عشر سنين، ما استفدتُ منهم إلا هذين الحرفين: الوقت سيفٌ، وأفضل العصمة أن لا تَقْدِر".
وتفسيرها في "الحلية" (٤/ ٢٤٣)، عن عون بن عبد الله قال: "إن من العصمة أن تطلب الشيء من الدنيا ولا تجده". ...
وانظر: "الجواب الصحيح" (٦/ ٤٤٤)، و"مجموع الفتاوى" (١١/ ٢٨).