للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٦]، وقال: {يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ} إلى قوله: {فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} [النحل: ٥٠ - ٥١]، وقال: {وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ} الآية [لقمان: ٣٣]، وقال:

{مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ} [ق: ٣٣].

فصل

الرجاء والخوف قد يتعلَّقان بما بعد الموت من النعيم والعذاب، وقد يتعلَّقان بما يكون في الدنيا من نعيمٍ أو عذاب. وكذلك الوعدُ والوعيد، يتعلَّقان بما بعد الموت، ويتعلَّقان بما في الدنيا.

ولهذا يجمعُ الله سبحانه بين قصص الأمم المتقدِّمين التي فيها عبرةٌ [وبين ذِكر هذين الأمرين؛ فيَذْكُر] (١) من الخوف والرجاء ما يتعلَّق بالدنيا، ويَذْكُر ما في الآخرة من الثواب والعقاب، كما فعل ذلك في غير سورة (٢).

فكلٌّ منهما قد يتعلَّق بفعل، مثل أن يرجو الثوابَ ويخاف العقاب على حسناته وسيئاته (٣).

وقد يكون متعلِّقًا بغير فعله، كما قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا} [الرعد: ١٢]، فقد قيل: "خوفًا للمسافر، وطمعًا للمُقِيم" (٤).


(١) ما بين المعقوفين بياض في الأصل بمقدار خمس كلمات، وأتممته بما يلائم السياق.
(٢) انظر: "الاستقامة" (٢/ ٢٣٦).
(٣) يرجو الثواب على حسناته ويخاف العقاب على سيئاته.
(٤) روي عن قتادة عند ابن جرير (١٣/ ٤٧٥، ١٨/ ٤٨٠) وغيره.