للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كالمجنون الذي رُفِعَ القلمُ عنه، [والنائم] (١)، والسكران الذي لا ذنبَ له في السُّكْر (٢).

ومِن الناس مَن يظنّ أن الحلَّاج (٣) كان في هذا المقام، وأنّ ما كان يتكلَّم به من الاتحاد كان في هذا الحال، حتى يحكي الكذّابون: أنه لمَّا قُتل كتب دمُه على الأرض: (الله الله)؛ لقوَّة المحبّة والفناء في المحبوب.

ويَحْكُون أن زَليخا (٤) فَصَدَتْ، فكتب دمُها على الأرض: (يوسف، يوسف).

وكل هذا باطل محض، ما كَتَبَ دمُ مُحبٍّ قطّ على الأرض اسمَ محبوبه، ولا غير محبوبه.

والحلَّاج كان يُصنّف الكتبَ في السِّحْر وغيره، ويتكلَّم بما يتكلم وهو حاضر العقل، ليس هو من باب أبي يزيد [ق ٢] وأمثاله.


(١) بياض بالأصل بمقدار كلمة، والإكمال مستفاد من "الفتاوى": (١١/ ٧٥).
(٢) ومثل من يُسْقى الخمر وهو لا يعرفها، أو أوجرها حتى سكر، أو أطعم البنج وهو لا يعرفه. "الفتاوى": (١١/ ٧٥).
(٣) في هامش الأصل ما نصه ــ وليس عليه علامة اللحق ــ: "واسمه: الحسين بن منصور، وكان من أهل البيضاء، بلدة بفارس".
(٤) امرأة عزيز مصر، التي راودت يوسفَ عن نفسِه. والزاي في أوله بالفتح والضم. ويقال: اسمها راعيل.