للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على ما في ذلك من فضل الله ورحمته، ولو أنفقتُ ملء القلعة ذهبًا شكرًا على هذه النعمة كنتُ مقصِّرًا في ذلك.

ولسَلَفِكم الطيِّب (١) علينا من الحقوق المشكورة, والانتفاع بعلمهم ودينهم، ما يوجبُ لكم ولهم من المودَّة والموالاة والمحبة ما الله به عليم، ولهذا كتبتُ إليكم هذه الورقة.

فإنكم تعلمون أن مذهب الإمام أحمد مذهبٌ عظيمُ القدر؛ لعلمه بما جاء به الرسول، واتباعه له، ومعرفته بآثار الصَّحابة والتابعين، وفي كلِّ مذاهب المسلمين خير.

والناس محتاجون إلى مذهب الإمام أحمد في مسائل متعددة؛ لكونه كان عنده فيها من العلم ما ليس عند غيره، ولاحتياج المسلمين إليها.

* مثل: مسألة تغيير الوقف من حالٍ إلى حالٍ أحسن منها؛ للمصلحة الراجحة، فإنه كان عنده أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - هدم الجامعَ الأول بالكوفة، وبنى مكانه جامعًا آخر، وصار الأولُ سوقَ التمَّارين (٢)، مع تغيير


(١) آل قدامة الذين هاجروا من بيت المقدس واستقروا في صالحية دمشق، وهم من أشهر الأسر العلمية الحنبلية في الشام.
(٢) أخرجه أبو بكر عبد العزيز في "الشافي" من طريق الخلال عن صالح بن الإمام أحمد عن أبيه - كما في "مجموع الفتاوى" (٣٠/ ٤٠٥، ٣١/ ٢١٥)، و"المناقلة بالأوقاف" لابن قاضي الجبل (١٢، ٣٦) -، والطبراني في "الكبير" (٩/ ١٩٢) بإسنادٍ فيه إرسال. قال الهيثمي في "المجمع" (٦/ ٢٧٥): "القاسم لم يسمع من جده، ورجاله رجال الصحيح". وانظر: تعليق الجبرين على "شرح الزركشي" (٤/ ٢٨٩)، و"التحجيل" للطريفي (٢٥١).