للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيه هُدًى) إلى قوله (أُوْلئكَ على هُدًى مِّن رَّبهِم وَأُوْلَئكَ هُمُ المفلحون (٥)) (١). والضلال والشقاء هو أمرُ (٢) الضاليِنِ والمغضوب عليهم المذكورين في قوله (غَيرِ المَغضُوبِ علًيهِم ولا الضاليَن (٧)) (٣)، وقد قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اليهود مغضوب عليهم، والنصارى ضالّون" (٤)، فإن اليهودَ عرفوا الحق ولم يعملوا به، والنصارى عبدوا الله بغير علم.

ومن عرفَ الحقَّ ولم يعملْ به كان متبعًا لهواه، واتباعُ الهوى هو الغَي، ومن عَمِلَ بغير علم كان ضالاًّ.

ولهذا نزَه اللهُ نبيَّه عن الضلال والغي بقوله: (والنجم إذا هوى (٦) مَا ضَل صاحِبُكم وَما غَوى (٢)) (٥). قال تعالى في صفة أهل الغي: (سَأَصرِفُ عَنْ آياتي الَذِينَ يتَكبَرُون فِي اَلأَرضِ بِغَيرِ الحَقّ وَإِن يرواْ كلَّ أية لا يُؤمِنُواْ بِهَا وَإن يَرَواْ سَبيلَ الرُّشدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً) (٦)، وقال: (وَاَتلُ عَلَيهِم نَبَأَ اَلَذِيَ أتَيْنَاه آيتِنَا فانسَلَخَ مِنهَا فَاَتبعًهُ الشَيطاَن فَكانَ مِنَ الغَاوِيَن (١٧٥)) (٧)، وقال في الضلال: (وإنَ كثَيرا لّيُضِلُونَ بِأَهوآئهم


(١) سورة البقرة: ٢ - ٥.
(٢) في الأصل: "أحد" تحريف.
(٣) سورة الفاتحة: ٧.
(٤) أخرجه أحمد (٤/ ٣٧٨) والترمذي (٢٩٥٣،٢٩٥٤) عن عدي بن حاتم. وفي الباب روايات أخرى أخرجها الطبري في تفسيره (١/ ١٨٥ - ١٨٨، ١٩٣ - ١٩٥ من طبعة دار المعارف).
(٥) سورة النجم: ١ - ٢.
(٦) سورة الأعراف: ١٤٦.
(٧) سورة الأعراف: ١٧٥.