للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذي يجتمع فيه رجال الغيب برئاسة القطب، ويديرون شئون العالم المرئي وغير المرئي (١). ولا تزال هذه النظرية عند الصوفية مسلّمة إلى يومنا هذا (٢).

• أثرها في المجتمع الإسلامي

لقد كان لنظرية القطب والأبدال هذه آثار خطيرة في المجتمع الإسلامي من نواع عديدة، أهمها في مجال العقيدة، فقد قرر الصوفية أن للأولياء القدرة النافذة على التصرف المقيد والمطلق في شئون العالم العلوي والسفلي، فأربعة منهم يمسكون العالم من جوانبه الأربعة (هم الأوتاد)، وسبعة آخرون كل واحدٍ منهم مشرف على قارة من قارات الأرض السبع (هم الأبدال)، وفوقهم جميعًا وليٌّ واحد هو موضع نظر الله (يسمى القطب أو الغوث)، وهو الذي يدبر شأن الملك، ومن جهته يكون مدد أهل الأرض بل الملائكة والطير والحيتان، وبواسطته يفيض الخير إلى سائر الخلق. وإذا نزلت الشدَّة بأهل الأرض رفعها الأدنى إلى الأعلى حتى ينتهي الأمر إلى الغوث، فلا يرفع بصره حتى تنفرج تلك النازلة.


(١) انظر (الإبريز من كلام عبد العزيز) للسجلماسي (١/ ٢ وما بعدها).
(٢) انظر: "السيف الرباني في عنق المعترض على الغوث الجيلاني" لمحمد المكي بن مصطفى بن عزوز ص ٧٤؛ و"فتح الرحيم الرحمن في شرح نصيحة الإخوان" للحنصلي ص ١٧٦؛ و"فيض الوهاب" لعبد ربه بن سليمان القليوبي (٥/ ٥٧ وما بعدها)؛ ومحمد زكي إبراهيم في مجلة "المسلم" المجلد ١٥: ٧ (يونيو ١٩٦٥) ص ١٥، والمجلد ٢٠/ ١١ (أغسطس ١٩٧٠) ص ١١.