للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأعينِ دُلْفَ الآنف، ينتعلون الشَّعْرَ، كأن وجوههم المَجَانُّ المُطرقة (١).

وأخبر (٢) أن أمتَه لا يزالون يقاتلون الأمم حتى يقاتلوا الأعورَ الدجَّالَ، حين ينزل عيسى بن مريم من السماء على المنارة البيضاء شَرْقِيَّ دمشق، فيَقتُل المسلمون جُندَه القادمَ معه من يهود أصبهان وغيرهم.

وأخبر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن الله يبعث لهذه الأمة على رأسِ كلِّ مئة سنةٍ مَن يُجَدِّدُ دينَها (٣). ولا يكون التجديد إلاّ بعد استهدام.

وقال: "سألتُ ربّي أن لا يُسلِّطَ على أمتي عدوًّا من غيرهم فيجتاحُهم، فأعطانيها، وسألتُه أن لا يُهلِكهم بسَنةٍ عامةٍ، فأعطانيها" (٤).

وما زالت دلائل نبوته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تَظهر شيئًا بعد شيء. وقد أظهر الله في هذه الفتنة (٥) من رحمته بهذه الأمة وجُنْدِها ما فيه عبرةٌ، حيثُ ابتلاهم بما يُكفر به من خطاياهم، ويُقبِل بقلوبهم على ربّهم، ويجمع كلمتهم على وليّ أمرِهم، ويَنزِعَ الفُرقةَ والاختلاف من بينهم،


(١) أخرجه البخاري (٢٩٢٨) ومسلم (٢٩١٢) من حديث أبي هريرة.
(٢) كما في حديث النواس بن سمعان الذي أخرجه مسلم (٢٩٣٧) وغيره.
(٣) أخرجه أبو داود (٤٢٩١) من حديث أبي هريرة.
(٤) أخرجه مسلم (٢٨٩٠) عن سعد بن أبي وقاص.
(٥) يشير بها إلى وقعة قازان سنة ٦٩٩، التي انكسر فيها جيش السلطان الملك الناصر أمام التتار بوادي الخزندار، وقُتل فيها جماعة من الأمراء وخلقٌ كثير من العوام، وأبلوا بلاء حسنًا. انظر "نهاية الأرب" (٣١/ ٣٨٤) و"البداية والنهاية" (١٧/ ٧١٨).