للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا العمائم، ولا البرانِس، ولا السراويلات، ولا الخِفاف".

وفي "سنن أبي داود" (١): أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - اشترى رِجْل سراويل وهناك وزَّان يَزِن بالأجر، فقال: "زِنْ وأرْجِح، فإنّ خيرَ الناس أحسنُهم قضاء". وفي لفظ: "أنه اشترى سراويل".

وقد قال العلماء: الأفضل أن يلبس مع القميص السراويل، ومع الرِّداء الذي يكون على المَنكِبين يلبس الإزار؛ لأن السراويل تُبدي حجمَ الأعضاء، والقميص يستر ذلك، ولا يستره الرّداء.

وكان أغلب ما يلبسه النبيّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه ما يُنْسَج من القطن، وربما لبسوا ما يُنْسَج من الصوف وغيره. كما روى أبو الشيخ الأصبهاني (٢) بإسنادٍ صحيح عن جَليسٍ لأيوب (٣) قال: دخل الصَّلتُ بن راشد على


(١) (٣٣٣٨). وأخرجه أحمد (١٩٠٩٨)، والترمذي (١٣٠٥)، والنسائي (٤٥٩٢)، وابن ماجه (٢٢٢٠)، والحاكم: (٤/ ١٩٢) وغيرهم من حديث سويد بن قيس رضي الله عنه. قال الترمذي: حسن صحيح. وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
وقوله: "رِجْل سراويل" قال في "النهاية": (٢/ ٤٩٤): "هذا كما يقال اشترى زوج خفّ، وزوج نعل، وإنما هما زوجان، يريد رجلي سراويل؛ لأن السراويل من لباس الرجلين".
(٢) في "أخلاق النبي وآدابه" (ص ١٠٧). وأخرجه ابن المبارك في "الزهد ــ زوائد نعيم بن حماد" (٢٢٤) وفيه: "حماد بن زيد قال: حدثني رجل أن الصلت ... ".
(٣) الأصل: "بن أيوب"، وفي "زاد المعاد": (١/ ١٤٣): "جابر بن أيوب" وكذا في المخطوط. وكلاهما خطأ، والتصحيح من كتاب أبي الشيخ.