للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و"مَثَلُ القلب مَثَلُ ريشةٍ ملقاةٍ في أرضٍ فلاة" (١).

والنفس طبيعتُها الحركة, ولهذا قال بعضهم: "نفسك إن لم تَشْغَلها شَغَلتْك" (٢) , إن لم تَشْغَلها بالحق شَغَلَتْك بالباطل.

فالإنسان لا يعدلُ عن فعلٍ إلا لاشتغاله بفعلٍ آخر, ولا يترك إرادةً يهواها إلا لإرادةٍ أخرى، إما إرادة محبوبٍ هو أحبُّ إليه من الأول, فيتركه لأجلها؛ لأن الضدَّين لا يجتمعان. وإما لمكروهٍ يتحصَّل له من ذاك, فتكون إرادتُه للسلامة من ذاك ولنجاته منه مانعًا من إرادة ذلك المكروه.

فإذا كان الله تعالى أحبَّ إلى العبد من كل شيء, وأخوفَ عنده من كل شيء, كان ذلك باعثًا له على طاعته, وزاجرًا له عن معصيته.


(١) أخرجه أحمد (١٩٦٦١, ١٩٧٥٦) , وعبد بن حميد (٥٣٥) , وابن ماجه (٨٨) من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - مرفوعًا.
وروي عنه موقوفًا وهو أصح, أخرجه ابن أبي شيبة (٣٥٩٦٥) , وأبو القاسم البغوي في "الجعديات" (١٤٧٢) , وغيرهما.
ومن حديث أنس - رضي الله عنه - مرفوعًا عند ابن الأعرابي في معجمه (٨٥٦) , والقضاعي في "مسند الشهاب" (١٣٦٩) , والبيهقي في "شعب الإيمان" (٧٣٦) , وهو وهمٌ. انظر: مسند البزار (٧٥٠٩) , وعلل الدارقطني (١٢/ ٢٥٠).
(٢) من مستجاد كلام الحسين بن منصور الحلَّاج. أخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (٨/ ٦٩٢, ٧١١). وانظر: "عيوب النفس" للسلمي (٤٣) , و"بداية حال الحلَّاج ونهايته" لابن باكويه (٣٥) , و"أخبار الحلَّاج" لابن الساعي (٩٠).