للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

* وهل النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى ربَّه سبحانه وتعالى ليلةَ أُسْريَ به بعيني رأسه أم بعين قلبه، ومع ذلك جَمْع اختلاف العلماء فيه بمذاهبهم؟

* وهل تجوز اللعنة على اليهود والنصارى والرّافضة وأهل البدع؟ وهل تجوز لعنة كلّ شخص من هؤلاء بعينه واسمه؟

أجاب:

الحمد لله.

* لفظ الحديث: "ولا هامَةَ ولا صَفَرَ" (١). ويجوز في إعرابه ما يجوز في إعراب: "ولا طِيَرة". إن شئت قلت: "ولا هامةَ ولا صَفَرَ"، وإن شئت قلت: "ولا هامةٌ ولا صَفَرٌ".

والهامة: ما كان بعض الجاهلية يعتقده من أن الميّت إذا لم يُؤخَذ ثأرُه من قاتله يخرج من قبره هامة (٢). فنفى النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك في بيان ما نفاه من اعتقادات الجاهلية، وهو العدوى والطِيَرة. وكذلك قوله: "ولا صَفَر ولا غُول" (٣).

وفي "الصَفَر" وجهان:

أحدهما: أنه الشيء الذي كان أهلُ الجاهلية يفعلونه، فيؤخِّرون


(١) كتب بعدها في النسخة: "وإن شئت قلت" ثم ضرب عليها.
(٢) انظر هذا التفسير وغيره في "فتح الباري": (١٠/ ٢٤١).
(٣) هذا اللفظ أخرجه مسلم (٢٢٢٢) من حديث أبي الزبير عن جابر رضي الله عنه.