للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بدعة ضلالة" (١).

وروى عنه مولاه سَفِيْنَةُ أنه قال: "الخلافة ثلاثون سنة، ثمّ تصير ملكًا" (٢)، فكان آخر الثلاثين حين سَلَّم سِبْطُ رسولِ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الحسن بن علي -رضي الله عنهما- الأمرَ إلى معاوية، وكان معاويةُ أوَّلَ الملوك، وفيه ملكٌ ورحمةٌ، كما رُوِيَ في الحديث: "ستكون خلافةُ نبوةٍ، ثم يكون ملكٌ ورحمة، ثمَّ يكون ملكٌ وجبرية، ثمَّ يكون ملك عَضُوض" (٣).

وقد ثبت عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه من وجوهٍ أنه لمّا قاتَلَ أهلَ الجمل لم يَسْبِ لهم ذُرّيّةً، ولم يَغْنَم لهم مالًا، ولا أَجْهَزَ على جَريح، ولا اتبعَ مدبرًا، ولا قَتلَ أسيرًا، وأنه صلَّى على قتلَى الطائفتين بالجمل وصفين، وقال: "إخوانُنا بَغَوا علينا" (٤)، وأخبَر أنهم ليسوا بكفَّار ولا منافقين، واتَّبعَ فيما قالَه كتابَ الله وسنةَ نبيِّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فإنّ الله سماهم إخوةً، وجعلَهم مؤمنين في الاقتتال والبغي، كما ذكر في قوله: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) (٥).

وثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الصحاح (٦) أنه قال: "تَمرقُ مارقةُ على


(١) أخرجه أحمد (٤/ ١٢٦، ١٢٧) وأبو داود (٤٦٠٧) والترمذي (٢٦٧٦) والدارمي (٩٦) وابن ماجه (٤٣، ٤٤) من حديث العرباض بن سارية.
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ٢٢٠، ٢٢١) وأبو داود (٤٦٤٦، ٤٦٤٧) والترمذى (٢٢٢٦)، وتكلم عليه الألباني وصححه في "الصحيحة" (٤٥٩).
(٣) أخرجه أحمد (٤/ ٢٧٣) والبزَّار في مسنده (١٥٨٨) بأطول منه عن النعمان بن بشير. وصححه الألباني في "الصحيحة" (٥).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنَّف" (١٥/ ٢٥٦ - ٢٥٧) والبيهقي في "السنن الكبرى" (٨/ ١٨٢).
(٥) سورة الحجرات: ٩.
(٦) أخرجه مسلم (١٠٦٥) عن أبي سعيد الخدري.