للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يأجرُه على ذلك، ومن أحسنَ إليهم يطلبُ الجزاء منهم، كما تؤخذ (١) اليدُ من الشخص ليكافئه بها، فلا أجر له عند الله.

وأما الحديثُ الآخر فليس له صحَّة، وليس هو من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢)، لكن لا ريب أن الله كتب ما يفعل العبادُ قبل أن يفعلوه، وذلك يكون عنده، وقد كتبت الملائكةُ ما يعمله العبد قبل أن يعمله (٣)، والله أعلم (٤).

* ... * ... *

* مسألة في من قال: "إن الصلاة بخاتم العقيق أفضلُ سبعين درجةً بغير خاتم عقيق"، فهل هذا صحيحٌ أم لا؟

الجواب: ليس هذا صحيحًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل هو كذبٌ عليه (٥)، ومن قال هذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان قوله مردودًا عليه؛ فإن هذا كلامٌ مخالفٌ لإجماع المسلمين، والله أعلم.


(١) كذا رسمت في الأصل، ولعلها: تُتَّخذ. والعبارة في "مختصر الفتاوى": "كما يوجد البدء بالإحسان ليكافئه عليه الفقير"، وكأنها من إصلاح المختصِر أو الناشر.
(٢) "مختصر الفتاوى": "فليس صحيحًا أيضًا، وليس هو من جنس كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - ".
(٣) "مختصر الفتاوى": "فذلك عنده، وقد ثبت أن الله يأمر الملك فيكتب على العبد كل ما يفعله قبل أن ينفخ فيه الروح".
(٤) الفتوى في "مختصر الفتاوى المصرية" للبعلي (٦٠٠، ٦٠١).
(٥) وكذلك قال الحافظ ابن حجر في حديث "صلاةٌ بخاتم تعدل سبعين بغير خاتم": إنه موضوع. انظر: "المقاصد الحسنة" (٤٢٣). وفي "الأسرار المرفوعة" (٢٣٤) أن ابن حجر نقل ذلك عن شيخه الحافظ العراقي.