للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليس في أصل عَقْدِهم وعِلْمهم وإيمانهم إقرار (١) بمباينته للمخلوقات وامتيازه (٢) عنها، فيقعون في نوع من الإشراك والجمع بين الخالق والمخلوق، وبين المأمور به والمنهيِّ عنه.

ومن هنا ضَلَّ مَن ضَلَّ من الاتحادية ــ كابن عربي وأمثاله ــ كأن (٣) يقول أحدهم: نشهد أولًا الطاعة والمعصية، ثم يشهدون طاعةً بلا معصية، ثم لا طاعة ولا معصية.

فإنهم لمّا كانوا مع المسلمين مُقِرِّين بالأمر والنهي الشرعيَّيْن، كانوا يشهدون الطاعة والمعصية، فلما دخلوا في جمع القدر من غير شهود لتفريق الشرع، شهدوا طاعةً بلا معصية، كما قال بعض شيوخهم: "أنا كافرٌ بربٍّ يُعْصَى" (٤).

وقال آخر:

أصبحت منفعلًا لما تختاره ... منِّي، ففعلي كلّه طاعات (٥)


(١) الأصل: "إقرارًا".
(٢) الأصل: "وامتيازهم".
(٣) غير محررة في الأصل، ولعلها ما أثبت أو "بأن".
(٤) عزاه المصنف للحريري الصوفي. انظر "الفتاوى": (٨/ ٢٥٧). والحريري له ترجمة في "فوات الوفيات": (٣/ ٧).
(٥) البيت ذكره المصنف في عدد من كتبه ونسبه لابن إسرائيل، كما في "الفتاوى": (٨/ ٢٥٧). وابن إسرائيل صوفي شاعر (ت ٦٧٧) تكلم عنه المصنف في "بيان تلبيس الجهمية": (٥/ ٩٧)، وله ترجمة في "فوات الوفيات": (٣/ ٣٨٣)، و"البداية والنهاية": (١٧/ ٥٤٩ - ٥٥٦).