للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورسوله) (١)، وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ما أحدٌ أصبرَ على أذًى يسمعُه من الله" (٢). وقال الله تعالى: "يُؤذيني ابنُ آدمَ يَسُبُّ الدهرَ وأنا الدهرُ، بيدي الأمرُ أقلِّبُ الليلَ والنهارَ" (٣)، وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للباصقِ في القبلة: "إنك قد آذيتَ الله ورسوله" (٤)، وقال: "مَنْ لكعب بن الأشرفِ، فإنه قد آذى الله ورسوله" (٥).

فهذه الصفات حقّ نطقَ بها الكتاب والسنة، واتفق عليها سلفُ الأمة وعامة أهل العلم والإيمان من أهل المعرفة واليقين، ودلَّ العقل القياسي والعقل الإيماني على صحتها، فلا خروجَ عن هذه الأدلةِ والسنةِ والجماعة وزمرةِ الأولياء والأنبياء.

وأما إطلاق لفظ "اللذة" فقد أطلقه قومٌ من أتباع الأوائل ومن هذه الأمةِ المتفلسفة وغيرهم، كما أطلقوا لفظ "العشق"، وهو بالمعنى الذي فسروه به ليس بباطل، لكن اتباع الألفاظ الشرعية في هذا الباب من الأدب المشروع لنا، إما إيجابًا وإما استحبابًا، فإذا تركنا إطلاق هذا اللفظ مع صحة المعنى، فلعدم جواز الخروج عن الألفاظ الشرعية في هذا الباب، أو لاستحباب ترك الخروج عن الألفاظ الشرعية في هذا الباب.


(١) سورة الأحزاب: ٥٧.
(٢) سبق تخريجه قريبًا.
(٣) سبق تخريجه قريبًا.
(٤) أخرجه أحمد (٤/ ٥٦) وأبو داود (٤٨١) من حديث أبي سهلة.
(٥) أخرجه البخاري (٢٥١٠) ومسلم (١٨٠١) من حديث جابر.