للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الأمرُ أخفَّ مما شُنِّع به وقيل، ولم يكن صدر قبل ذلك ما كَثُرت به الأقاويل.

وإنما سالكو طريق الله، العارفون بحقيقة السَّير إلى الله، لا بدَّ عند سلوكهم الطريق، وملاحظتهم غاية التحقيق، أن يتأملوا دعاة الطريق وهُداتَه، وحفَّاظ سبيل الله وحُماتَه، ويتأملوا مصنفاتهم ومسطوراتهم ومنثوراتهم.

وكان سيدُنا العارفُ المحقِّقُ عمادُ الدين (١)، وغيرُه من السالكين، كالشيخ العارف المرحوم إبراهيم الرَّقِّي (٢)، والشيخ الإمام قاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العيد (٣)، وغيرهما ممن في عصرنا وقبل عصرنا، مشايخُ


(١) الواسطي الحزَّامي، المتقدم.
(٢) إبراهيم بن أحمد بن محمد، الشيخ الإمام الصالح، توفي سنة ٧٠٣. انظر: "معجم الشيوخ الكبير" للذهبي (١/ ١٢٧)، و"البداية والنهاية" (١٨/ ٣٦)، و"ذيل طبقات الحنابلة" (٤/ ٣٤٥). وله ثناءٌ عظيم على ابن تيمية، نقله ابن فضل الله والمقريزي. انظر: "الجامع لسيرة شيخ الإسلام" (٣١٩، ٥١٣).
ومن أقواله في كلام ابن عربي: "مثَله مثَل عسلٍ أُدِيفَ فيه سمٌّ، فيستعمله الشخصُ ويستلذُّ بالعسل وحلاوته، ولا يشعر بالسُّمِّ، فيسري فيه وهو لا يشعر، فلا يزال حتى يهلكه". انظر: "تاريخ الإسلام" (١٥/ ٢٩٧).
(٣) ونقل ذلك عن العز بن عبد السلام في قول مشهور. انظر أسانيد الخبر والكلام عليه في "القول المنبي عن ترجمة ابن العربي" للسخاوي (١/ ١٥١ - ١٥٤).