للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي الصَّحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إن الله يرضى لكم ثلاثًا: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا، وأن تناصِحوا من ولَّاه الله أمركم" (١).

ولا ريب أن قصَّ رؤوس التائبين (٢)، وقول القائل لأحدهم: "أنت الشيخ فلان في الدنيا والآخرة"، أو "شيخك الشيخ فلان في الدنيا والآخرة"، فهو من البدع المحدثة، ومن العقود (٣) الفاسدة؛ لأنه التزامُ اتباعِ شخصٍ في الدين مطلقًا، مع أنه ممن يجوز عليه الخطأ. وقد لا يوثق بالنقل عنه؛ فإن كثيرًا من النقل عن الشيوخ يكون كذبًا، والصَّحيح منه قد يكون صوابًا وقد يكون خطأً.

والأحاديث الصَّحيحة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يجبُ على كل مسلم اتباعها؛ لأن الناقلَ لها مُصَدَّق، والقائلَ لها معصوم.

فمن عدل عن نقلٍ مُصَدَّقٍ عن قائلٍ معصومٍ إلى نقلٍ غير مُصَدَّقٍ عن


(١) أخرجه مسلم (١٧١٥)، وأحمد (٨٧٩٩) واللفظ له، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) أي: قصَّ شعر رؤوسهم. كما يفعل بعض المنتسبين إلى المشيخة إذا توَّب أحدًا قصَّ بعض شعره. وهو من البدع التي لم يأمر بها الله ورسوله ولا استحبها أحدٌ من الأئمَّة. انظر: "مجموع الفتاوى" (٢١/ ١١٥ - ١١٩)، و"منهاج السنة" (٨/ ٤٧).
(٣) الأصل: "العقوبه". والمثبت أشبه بالصواب. والعقود هي الاعتقادات أو العهود، وكلاهما يحتمله السياق. انظر: "جامع المسائل" (٣/ ٤١)، و"الفتاوى" (١٤/ ٤٤٨، ٢٩/ ١٣٨، ٣٥/ ٣٤٤).