للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي السباق أن يكون المحلل يكافئ فرسُه فرسَهما ورميه رميهما.

وذكروا المماثلة في ضمان الأموال بالغَصْب والإتلاف، فإذا كان المال مثلها وهو المكيل والموزون ضُمِنَ بمثله، وفي غيرِه خلاف. وكذلك في الربا العلةُ التماثلُ في المشهور عندنا، فلا تُباع المثليات وهي المكيل والموزون إلا مثلاً بمثلٍ.

وقالت عائشة: مثلي يَغارُ على مِثلك يا رسول الله! (١).

وقال حسان بن ثابت:

أتهجوه ولستَ له بِمثْلٍ ... فشرُّكما لخيرِكما فِداءُ (٢)

[كل] هذا يدلُّ على أن الأجسام ليست متماثلةً في الكتاب والسنة ولغة العرب، وأن الهواء ليس مثل النار، ولا النبات مثل الحيوان، وأن ما اصطلح عليه بعضُ المتكلمين إما أن يكون فاسدًا في المعنى، وإما أن يكون اصطلاحًا ليس هو لغة العرب، فلا يجوز حملُ نصوص الكتاب والسنة وكلام السلف على اصطلاحٍ حادثٍ مخالفٍ لاصطلاحهم.

ويُعرف بهذا أن تسميتهم مُثبتةَ الصفاتِ مشبِّهةً أو مُمثِّلةً إنما على ما حَدُّوا به التماثل و ...... (٣) في الحدود التي خرجوا بها عن حدودها


(١) أخرجه مسلم (٢٨١٥) عن عائشة.
(٢) بعده بياض بقدر أربعة أسطر. والبيت في ديوان حسان (ص ١٦٠) ط. سيد حنفي حسنين.
(٣) هنا كلمة مطموسة.