للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالكُدْية (١) والشِّحاذة ــ لا بالزَّنبيل ولا غيره ــ صناعتَه وحِرْفتَه، بحيث لا يبتغي الرزق إلا بذلك (٢).

وكانوا (٣) أهل الصُّفَّة يكتسبون عند إمكان الاكتساب الذي لا يصدُّهم عما هو أحبُّ إلى الله من الاكتساب (٤).

ولم يكن أهلُ الصُّفَّة كلُّهم من فضلاء الصَّحابة، بل أكثر فضلاء الصَّحابة - رضي الله عنهم - من غيرهم.

وقد أثنى الله على أهل بدر، وأهل بيعة الرضوان.

وأهل بدرٍ كانوا ثلاث مئةٍ وبضعة عشر، وهم الذين قال الله فيهم: "اعملوا ما شئتم فقد غفرتُ لكم" (٥).

وأهل بيعة الرضوان الذين بايعوا تحت الشجرة بالحديبية كانوا أكثر من ألف وأربع مئة، وأقلَّ من ألفٍ وخمس مئة، وهم الذين قال فيهم النبي - صلى الله عليه وسلم -:


(١) الكُدْية هي الشحاذة وسؤال الناس، من قولهم: حَفَرَ فأكْدَى، إذا بلغ الكُدْية (وهي الأرض الصلبة) وأيس من الماء. وقيل فيها غير ذلك. انظر: "الزاهر" لابن الأنباري (١/ ٣٨٥)، و"درة الغواص" (١٥٢)، و"شفاء الغليل" (٢٥٩)، و"تاج العروس" (٣٩/ ٣٨١).
(٢) انظر: "مجموع الفتاوى" (١١/ ٤٤ - ٤٦).
(٣) كذا في الأصل، فإن لم يكن خطأ من الناسخ فهو على لغة "يتعاقبون فيكم ملائكة".
(٤) من قوله: "ولم يكن في أهل الصفة" إلى هنا وقع في الأصل بعد قوله فيما بعد: "وأقل من ألف وخمس مئة". ويشبه أن يكون لحقًا في الطرة لم يهتد الناسخ إلى موضعه.
(٥) أخرجه البخاري (٣٠٠٧)، ومسلم (٢٤٩٤) من حديث علي - رضي الله عنه -.