للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللاتَ والعزَّى، وفارقتُ من فارقَهما وظاهَرَ عليهما؟ فقالت: نعم، فجزاك الله خيرًا يا أبا عُتْبة (١) ".

قال ابن إسحاق: "وحُدِّثتُ أنه كان يقول في بعض ما يقول: يَعِدُني محمدٌ أشياء لا أراها، يزعمُ أنها كائنةٌ بعد الموت، فماذا وضع (٢) في يديَّ بعد (٣) ذلك؟! ثم ينفخُ في يديه، ويقول: تبًّا لكما، ما أرى فيكما شيئًا مما يقول محمد! فأنزل الله فيه: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ} ".

قال عبد الملك بن هشام (٤): " {تَبَّتْ}: خَسِرت. والتَّباب: الخسَار (٥). قال حبيب بن خِدْرة الخارجيّ، أحد بني هِلال بن عامر بن صَعْصَعة:

يا طيبُ إنا في معشرٍ ذهبَت ... مَسْعاتُهم في التَّبار والتَّببِ (٦)


(١) في طرة الأصل: "حاشية: له كنيتان غلبت عليه إحداهما, وبنوه: عتبة, ومعتب, ودرَّة, لهم صحبة". انظر: "جمهرة أنساب العرب" لابن حزم (٧٢) , و"مختصر سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - " لعبد الغني المقدسي (٩٨) , و"ذخائر العقبى" للمحب الطبري (٤١٤).
(٢) كتب الناسخ في الأصل فوقها بخط صغير: "وقع", وفوقها: خ. أي في نسخة أخرى.
(٣) كتب الناسخ فوقها كذلك بخط صغير: "من", وفوقها: خ. فتكون العبارة: "فماذا وقع في يدي من ذلك". وفي "دلائل النبوة" لأبي نعيم (٦٣٢): "فماذا وضع في يدي من ذلك". والمثبت من الأصل موافقٌ لسيرة ابن هشام.
(٤) "السيرة" لابن هشام (١/ ٣٧٧).
(٥) "السيرة": "الخسران".
(٦) لم أجده في مصدر آخر, وقد فات إحسان عباس في جمعه لشعر حبيب بن خدرة في "شعر الخوارج" (٢١٠ - ٢١٥).