للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسئل - رضي الله عنه -: أيُّما أفضل: العالم العامل، أو المجاهد المخلص؟

فأجاب - رضي الله عنه -: إن الله تعالى قال في كتابه: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: ١٣].

وثبت في الصَّحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل: أيُّ الناس أكرم؟ فقال: "أتقاهم" (١).

فأيُّ الرجلين كان أتقى لله فهو أكرمُ على الله.

والله جعل عباده المنعَم عليهم أربعة أصناف، فقال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ} [النساء: ٦٩].

فالصِّدِّيق أفضلُ من الشَّهيد الذي ليس بصِدِّيق، والشَّهيد أفضل من الصَّالح الذي ليس بشهيد.


(١) أخرجه البخاري (٣٣٥٣)، ومسلم (٢٣٧٨) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
وقد كتب الناسخ بعد جواب شيخ الإسلام حاشيةً لعلها كانت على طرة أصل ابن المحب في هذا الموضع، وهي:

"حاشية: في مسند الإمام أحمد: لابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، عن علي بن رباح، عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إن أنسابكم هذه ليست بسِبَابٍ على أحد، وإنما أنتم ولد آدم، طَفُّ الصَّاعِ لم تملؤوه، ليس لأحدٍ على أحدٍ فضلٌ إلا بالدين أو عملٍ صالح، حسبُ الرجل أن يكون فاحشًا بذيًّا، بخيلًا جبانًا". والحديث في "المسند" (١٧٣١٣)، ولا بأس بإسناده.