للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأطفال والمجانين، لكن كما أنه ليس بملك فليس بمحرّم عليها، وإنما (١) المحرّم الذي يغتذي به العبد فهو من الذي عَلِم (٢) الله أنَّ العبد يغتذي به، وقدَّر ذلك، ليس هو مما أباحه وملَّكه، كما في «الصحيح» (٣) عن ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «يُجمع خلقُ أحدكم في بطن أمه أربعين يومًا، ثم يكون عَلَقة مثل ذلك، ثم يكون مُضغة مثل ذلك، ثم يُبْعث إليه الملك، فيؤمر بأربع كلمات، فيقال: اكتب رزقَه وأجلَه وعملَه وشقيّ أو سعيد. ثم يَنفخ فيه الروح. ثم قال: فوالذي نفسي بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها».

فالرزق الحرام هو مما قدّره الله وكتبَتْه الملائكة، وهو مما دخل تحت مشيئة الله وخَلْقه، وهو مع ذلك قد حرّمه ونهى عنه، ولفاعله من غضبه وذمّه وعقوبته (٤) ما هو له أهل، والله أعلم.


(١) الأصل: «وأما» والمثبت من (ف).
(٢) الأصل: «رزق»، والمثبت من (ف)، ويؤيده السياق.
(٣) أخرجه البخاري (٣٢٠٨)، ومسلم (٢٦٤٣).
(٤) الأصل: «ودنبه وعقوبه». والتصحيح من (ف).