للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما جمهور العلماء فَسوَّغوا ذلك إذا كان صاحبُه مغلوبًا، حتى قال الإمام أحمد: "قُرئ على (١) يحيى بن سعيد، فغُشِيَ عليه. فلو قَدَرَ أحدٌ أن يدفعَ هذا عن نفسه لدفعه يحيى بن سعيد، لكمال عقله" (٢). وهذا هو الصحيح؛ فإن زُرارةَ بن أوفى قرأ في صلاة الفجر: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [المدثر: ٨] فَخَرَّ ميتًا (٣). وكان قاضي البصرة، ومن خيار المسلمين.

وقرأ صالح المُرّي على أبي جَهير الضرير، فمات (٤).

ومات طائفة بوعظ عبد الواحد بن زياد.

ومات عليُّ بن الفُضيل بسماع القرآن (٥).

ومن قَتَله القرآنُ كثير، والموت لا حيلة فيه.


(١) ضبطها في الأصل: "قرأ عليّ" خطأ.
(٢) الخبر ذكره ابن الجوزي في "القصاص والمذكّرين" (ص ٣٦٦) عن الخلال قال: حدثنا المروذي قال: قلت لأبي عبد الله: سمعت محمد بن سعيد الترمذي يقول: قرأت على يحيى فسقط حتى ذهب عقله. فقال أبو عبد الله: لو قدر ... لدفعه يحيى في كثرة علمه". وذكره في "السير": (٩/ ١٨٠) بسياق آخر.
(٣) أخرجه ابن سعد في "الطبقات": (٩/ ١٥١)، وابن أبي خيثمة في "تاريخه": (١/ ٤٧٦).
(٤) الخبر في "صفة الصفوة": (٣/ ٣٣٣).
(٥) انظر "تاريخ بغداد": (٤/ ٢٧٦).