للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخيرُ الصوفية صوفيةُ أهل الحديث.

وكلّ مَن كان منهم بالسنة أعلم وبها أعمل، كان أفضل من غيره، كالفُضَيل بن عياض، وسَهْل بن عبد الله التستري، والجُنيد بن محمد، وعمرو (١) بن عثمان المكي. وأبو عثمان النيسابوري وأمثالهم فوق ذي النون المصري، وصاحبه يوسف بن الحسين الرازي (٢)، وأبي بكر الشِّبلي، وأمثالهم.

وكذلك أبو طالب المكي وأمثاله، كلامه في المقامات خير من كلام أبي حامد في "الإحياء"، وإن كان عامة كلامه مأخوذًا [منه]. بل كلام أبي طالب خير من كلام أبي القاسم القُشَيري صاحب "الرسالة".

وأصحاب هذا النوع من الفناء، تارةً يشهدون توحيد الربوبية، فلا يُفرّقون بين المأمور والمحظور، ومنهم من يجعل هذا غاية، ويجعل السلوك إليها (٣).

ومنهم مَن يقول: مَن شهد الإرادةَ سقط عنه التكليف. وهذا


(١) الأصل: "عمر" خطأ. ترجمته في "تاريخ بغداد": (١٢/ ٢٢٣)، و"حلية الأولياء": (١٠/ ٢٩١).
(٢) الأصل: "بن الحسن الدارمي" تحريف، والصواب ما أثبت. وانظر ترجمته في "تاريخ بغداد": (١٤/ ٣١٤)، و"طبقات الحنابلة": (٢/ ٥٦١ ــ ٥٦٥).
(٣) في الكلام نقص أو تحريف، وفي "الفتاوى": (٢/ ٣١٤) سياق عبارة قريب وهو: "ومن الناس من يجعل هذا من السلوك، ومنهم من يجعله غاية السلوك ... ".