للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك المشركون في عبادة الأصنام؛ كعبّاد (١) الهند الذين يعبدون الأبداد (٢) وغيرهم كفار بإجماع المسلمين وإن كانوا عُبَّادًا زهَّادًا.

وقد قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (١٠٤) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا} [الكهف: ١٠٣ - ١٠٥].

وقد سُئل (٣) عن هؤلاء سعد بن أبي وقاص فقال: هم أهل الصوامع والزيارات. وسئل عنهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: هم أهل حروراء. يعني الخوارج (٤).

وقد ثبت في "الصحيح" (٥) في الخوارج: "يحقر أحدُكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرميَّة، أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرًا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة".

وهؤلاء قاتلهم أميرُ المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأمر


(١) الأصل: "كعبادة".
(٢) الأصل: "الأنداد" والصواب ما أثبت. وانظر "الاقتضاء": (٢/ ١٥٩، ١٦٧). وهو جمع (بُدّ) وهو الصنم. "القاموس" (بدد).
(٣) الأصل: "قال" ولعلها ما أثبت.
(٤) انظر الآثار في "تفسير الطبري": (١٥/ ٤٢٥ ــ ٤٢٧).
(٥) تقدم.