للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الأعراف: ١٥٢]، قال أبو قلابة - رضي الله عنه -: "هي لكلِّ مفترٍ من هذه الأمة إلى يوم القيامة" (١).

وهو مفترٍ من وجهين:

أحدهما: نفيُ ما أثبته الكتابُ والسُّنَّة، أو إثبات ما نفاه.

والثاني: تحريفُ النصوص بما يوافقُ ظنَّه وهواه، ودعواه أن ذلك هو معناها.

فهو مخبرٌ عن الأمور بخلاف ما هي عليه، ومخبرٌ عن النصوص بخلاف ما دلَّت عليه، فافترى في الوجودَين: العيني، والعِلْمي.

* وأما الدلائل، فإنهم كثيرًا ما يستدلُّون ويحتجُّون على الحقِّ الذي جاء به الكتابُ والسُّنَّة بحججٍ مُحْدَثةٍ باطلة، ثم تلك تُوقِعُهم في البدع المخالفة للكتاب والسُّنَّة، بمنزلة الذي يجاهد الكفَّار بقتالٍ محرَّم في الشريعة، فيزيل باطلًا بباطل (٢).

ولهذا كان السَّلف إذا قيل: فلانٌ يردُّ على فلان، قالوا: بكتابٍ وسنة؟ فإن قال: "نعم" صوَّبوه، وإن قال: "لا" قالوا: ردَّ بدعةً ببدعة (٣).


(١) أخرجه عبد الرزاق في "التفسير" (٢/ ٢٣٦)، وابن جرير (١٣/ ١٣٥).
وأخرجه اللالكائي في "السنة" (٢٨٩) عن أيوب، وأبو نعيم في "الحلية" (٧/ ٢٨٠) عن سفيان بن عيينة.
(٢) انظر: "منهاج السنة" (٢/ ٣٤٢)، و"الصفدية" (٢/ ٣٢٧)، و"الفتاوى" (٣/ ٣٤٨، ١٦/ ٢٤١).
(٣) روي هذا عن عبد الرحمن بن مهدي. انظر: "ترتيب المدارك" (٣/ ٢٠٨).