للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتدبَّر هذا؛ فإنه فرقانٌ يفرِّق الله به بين الحقِّ والباطل (١).

وإنما أضربُ لك أمثلةً من أدلتهم وحججهم الفاسدة، كما ضربتُ لك أمثلةً من مسائلهم الفاسدة.

وذلك أن أهل الكلام من أهل قبلتنا يأخذون كثيرًا في (٢) الردِّ على من خالف المسلمين (٣) من المشركين والمجرمين واليهود والنصارى، ويأخذ كثيرٌ منهم في الردِّ على من خالف السُّنَّة في بعض المواضع، وإن كان الرادُّ قد يخالفُ هو السُّنَّة في موضعٍ آخر (٤).

فيريدون أن يثبتوا وحدانية الصَّانع وكماله، ويثبتون (٥) نبوَّة محمد - صلى الله عليه وسلم -، ويسمُّون هذه المطالب "العقليات"؛ لاعتقادهم أنها لا تثبتُ إلا بالعقل الذي ادَّعوه وكانوا مختلفين في طرقه!

وقد يعتقدون أن الكتابَ والسُّنَّة لم تبيِّن أدلة هذه المطالب الشريفة! والقرآن مملوءٌ منها.

ولم يعلموا أن [كون] (٦) العقل قد يعلمُ صحَّتها لا يمنع أن يكون الشرعُ


(١) انظر: "درء التعارض" (١/ ٤٤، ٢٣٢، ٧/ ١٥٤، ١٦٦، ١٧٦، ٣٥١)، و"بيان تلبيس الجهمية" (١/ ٢٢١)، و"مجموع الفتاوى" (٣/ ٣٠٧، ١٣/ ١٤٧).
(٢) الأصل: "من". تحريف. وسيأتي نظيره على الصواب.
(٣) رسمت في الأصل: "المساله". ولعله تحريف عما أثبت.
(٤) انظر: "بيان تلبيس الجهمية" (٢/ ٢٩١)، و"التسعينية" (٢٣٢)، و"مجموع الفتاوى" (٣/ ٣٤٨).
(٥) كذا في الأصل.
(٦) زدتها لحاجة السياق.