للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ربِّ العالمين.

وسئل شيخ الإسلام ومفتي الأنام أبو العباس تقي الدين أحمد بن تيمية الحراني - رضي الله عنه -:

عن الحديث المرويِّ على ألسنة الناس: "ما من جماعةٍ اجتمعوا إلا وفيهم وليٌّ لله تعالى، لا هم يدرون به، ولا هو يدري بنفسه"، هل هو صحيحٌ أم لا؟

ومن أولياء الله الذين لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون؟

ومن الصَّالح؟

وهل لرجال الغيب حقيقة؟ وهل ينبتُ الشَّعرُ على أبدانهم، فيستغنوا به في جميع أوقاتهم عن لبس الثياب، ويقيهم من الحرِّ والبرد، ويستُر عوراتهم، أم لا؟

وما معنى الأبدال والقُطْب؟ وهل يكونون في البراري والجبال، أم في المدن بين أظهر الناس؟ وهل لهم علامةٌ يُعْرَفون بها أم لا يعلمهم إلا الله عزَّ وجل؟

أجاب شيخ الإسلام - رضي الله عنه -:

الحمد لله ربِّ العالمين.

* أما الحديث المذكور أنه "ما من جماعةٍ اجتمعوا إلا وفيهم وليٌّ لله"، فلا أصل له (١)، وهو كلامٌ باطل؛ فإن الجماعة قد يكونون كفارًا مشركين


(١) انظر: "مجموع الفتاوى" (١١/ ٦٠)، و"المصنوع" للقاري (١٦٣).