للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحِبَّه، فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمعُ به، وبصرَه الذي يبصرُ به، ويدَه التي يبطشُ بها، ورجلَه التي يمشي بها، فبي يسمع، وبي يبصر، وبي يبطش، وبي يسعى، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذ بي (١) لأعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيءٍ أنا فاعلُه تردُّدي عن قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموتَ وأكره مساءته، ولا بدَّ له منه" (٢).

والوليُّ: خلاف العدوِّ. وهو مشتقٌّ من الوَلاء، وهو الدنوُّ والتقرُّب (٣). والتقرُّب


(١) هذه إحدى الروايتين، والأخرى بالنون "استعاذني"، وكلاهما محفوظ.
(٢) كذا ساق شيخ الإسلام الحديثَ في مواضع كثيرة من كتبه معزوًّا إلى البخاري، وفي سياقه زياداتٌ وألفاظ لم أجدها في الصحيح:
- كقوله: "فقد بارزني بالمحاربة"، وإنما يروى هذا من حديث أنس وعائشة - رضي الله عنهما - ولفظ البخاري: "فقد آذنته بالحرب".
- وكزيادة: "فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يسعى"، فليست في الصحيح، ونصَّ الشيخ على أنها روايةٌ في غير الصحيح، في "مجموع الفتاوى" (٢/ ٣٩٠)، ولم أقف عليها مسندة، وهي في "نوادر الأصول" (٢/ ١١٢، ٤٠٨، ٤/ ٦٩)، و"الرسالة القشيرية" (١/ ١٩٢)، وغيرهما دون إسناد.
وقال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (١٥/ ٦٢٩): "لم أجد هذه اللفظة". وانظر: "كلمة الإخلاص" لابن رجب (٣٤)، و"فتح الباري" (١١/ ٣٤٤)، و"السلسلة الصحيحة" (٤/ ١٩١).
- وكذلك زيادة: "ولا بدَّ له منه" في آخره ليست من رواية البخاري، وإنما رواها محمد بن مخلد العطار عن ابن كرامة. انظر: "فتح الباري" (١١/ ٣٤٦).

- وكذلك فلفظ البخاري هو: "بشيء أحب إلي مما افترضت عليه"، "ترددي عن نفس المؤمن".
(٣) كذا رسمت في الأصل إلا أن التاء غير معجمة، والأحق بالصواب أن تكون "والقُرْب" كما في "الفتاوى" (١١/ ٦٢)، و"بدائع الفوائد" (١٠١٤)، ومعاجم اللغة. واختلفت فيها نسخ "الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" (١١). ولا يبعد أن يكون نظر الناسخ انتقل إلى كلمة "التقرب" في السطر الثاني فكتبها هنا على التوهُّم. ولم أجسر على تغييرها؛ لأنها وقعت كذلك في "شرح الطحاوية" لابن أبي العز، وقد نقل النصَّ بألفاظه.